السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة ولد شوان ومزيد الحمياني
ولد شلوان المذكور : هو بطل ٌ من أبطال الظوافرة , وكان في المعركة - الشلول- يقاتل وإلى جانبه "مزيد الحميّاني" , وهو يعرف مزيد و مزيد لا يعرفه بشخصه ,, وكلاهما في مؤخرة الجيش يحميان التالي من بني عبدالله , وقد مَضَت بني عبدالله بالإبل ولم يبقى إلا هما - وربما غيرهما- .
فلمّا أرادا اللحاق بقومهما أصابت بن شلوان رصاصة ٌ من حرب فكسرت فخذه فنزل إليه رماة حرب يريدون أن يجهزوا عليه فلما إقتربوا منه صاح لـ مزيد (( لا تخليني ياخو مزيده)) , فرجع إليه مزيد فحمله على كتفه وقد إقترب منه أخصامه , فـمضى يركض به إلى جهة بني عبدالله ورماة "حرب" المتمركزين يردفون الطلقات على "مزيد" والآخرون يركضون خلفه و يطوون الأرضَ إليه والخناجر مشهورة في أيديهم ويصيحون ( وطّه وطّه , وطّ صيدتنا وطّ صيدتنا ) أي أوطئه ُ أرضا ً, فلما رأى "مزيد" أنَّ القوم قد وصلوا إليه وأنَّهم سيقتلون صاحبه وهو على ظهره ثم سيقتلونه هو وبدمٍ بارد , فـترك صاحبه , فلم يسقط بن شلوان على الأرض إلا والخناجر تنهشه من كل جانب , فأبتعد مزيد حتى سَكَت الرصاص عنهُ وأصبح في مأمن من الرماة , فإلتفت إلى القوم فإذا هم قد إنشغلوا عنه بـ بن شلوان يطعنونه ويسلبونه وكان من بينهم رجل ٌ عليه جوخة ٌ خضراء -أو ثوبٌ أخضر - وعقال ٌ من القصب وحزام يعج بالرصاص فعزم على أن يقتله بصاحبه فإنتهز إنشغالهم و رجع إليهم - إلى جهة أعدائه - كالبرق فلم يرعهم إلا "مزيد" وقد دخل بينهم بسرعة البرق فعانق صاحب الثوب الأخضر وطعنه طعنة ً خاطفه من أسفل بطنه وجّر خنجره إلى عظمة الصدر فمر الخنجر على الحزام فقطعه وتحرر الحزام فأخذه بيده الأخرى - المُعانقة- كعلامة ٍ يثبت بها قتـْلَه , واكمل طريقه بإتجاه ديار "حرب" وبنفس سرعته لكي لا يُغلَقَ عليه الطريق فتابعه رصاص الرماة ثانية ً ولكنّ الله أنجاه ثانية ً ثم خَرَج عنهم من خلال فرجة ٍ سَنَحَت له , وإلتفت - بعد أن أمِنَ- إلى صاحب الثوب الأخضر ليرى ماصَنَع فإذا به ممدد وبطنه منتثرة ٌ وقومه حوله . فلما أتى بني عبدالله وهم عند "مشخص المندهه" في ديار بني عزيز لقي الظوافرة وأخبرهم بأنه حمل صاحبهم حتى أعذر ثم عاد فأخذ بثأره و أراهم حزام صاحب الثوب الأخضر ووصفه لهم فعرفه القوم و إذا به لبطل ٍ من أبطال حرب وأسمه "حِلّي" فرضي الظوافرة به مكافئا ً لـ بن شلوان :
فقال قائل الظوافرة واصفا ً معركة الشلول و معتذرا ً عن مزيد الحمياني :
................ الـشـلــول
................
..................... آول

............مـــا عـنـابـه
وقلنـا حطـوا الـعـدوة وراه
عساه يجزع يوم نقطع في ولاه
......................
يلحقـنـا ويلحقـنـا شبـابـه
تهارينا علـى ريـع الخريـص
والرخمة على نفسـه حريـص
.....................
يحسب ان الموت ماهو في رقابه
تهارينا : أظنها تعني : حمّسنا بعضنا على القتال , وفي "اللسان" : أهرأ َ الرجلَ : قتَلَهُ .
ريع الخريص : موضع ٌ في ديار "حرب" .
إلى أنْ قال :
أخذنا في ولد "شلوان" "حِلّي"
أخـذه عـزومٍ مـا يــذلِّ
جابه حظنـا اللـي مايكـلِّ
حَميدٍ في حَميدٍ صـك بابـه
شاله لين شاف إنه مفـارق
وإنه قاعـدٍ بـه فالمغـارق
وإن مابينه وبين السو دارق
مير الله عليه أضفى حجابه
(حميد ٍ في حميدٍ) - : أي رجل ٌ محمود ٌ برجلٍ محمود , وبذلك يكون قد قُضيَ الدين أ ُخِذَ بالثأر و أُقفِلَ باب القضاء .
(عزومٍ مايذلِّ) : يقصد مزيد الحمياني .
دارق : واقي .
منقووووووووول عن الباحث التاريخي المتميز
ادنى مطير